افتتاح مهرجان الموسيقى الثالث عشر شهد ميلاد نجم جديد

الموسيقى غذاء الروح, فن مؤلف من الأصوات والسكوت يذيب الحدود بين الشعوب وتتحطم على أسواره حواجز اللغات فتمتد جسور التواصل بين الثقافات بأنغام صاغها مبدع يرحل عن عالمنا ولكن تظل أعماله خالدة وراسخة في الوجدان«, من هذا المنطلق جاء اهتمام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالموسيقى كأحد روافد الثقافة لذا كانت مبادرة المجلس بإطلاق مهرجان الموسيقى الدولي الذي شهد مشاركات عربية وأجنبية فتحت الباب على مصراعيه أمام كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة للتعرف عن قرب على تجارب وثقافات متنوعة, وانطلق مهرجان الموسيقى الثالث عشر على مسرح »الدسمة«, بحلة جديدة إذا ستطاع القائمون على المهرجان استقطاب فرق من مدارس موسيقية مختلفة من الفلامنغو الاسباني إلى المتحف العثماني مروراً بالكلاسيكية الروسية إضافة إلى التواجد القوي للفرق الشعبية.
ليلة الافتتاح التي حضرها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي ومدير المهرجان فيصل الدرويش ولفيف من أعضاء السلك الديبلوماسي في الكويت, جاءت مفعمة بمشاعر الحب والوفاء لفنان أثرى الساحة بالعشرات من الأنغام الخالدة, الفنان الراحل راشد الخضر الذي ساهم في تطوير الأغنية الكويتية ولقب بصانع النجوم لأنه كان القاسم المشترك في الكثير من الأعمال الناجحة لنجوم الأغنية على مستوى الوطن العربي, حضور غص به مسرح الدسمة من رفقاء الدرب منهم الشاعر عبداللطيف البناي, عميد المعهد العالي للموسيقى في مصر الدكتور عاطف امام عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فهد السليم والملحن أنور عبدالله والعشرات من محبي الخضر.
ازدان مسرح الدسمة بمجموعة من الشاشات ذات الرموز الموسيقية واعتلت المذيعة حبيبة العبدالله المسرح لتقدم الحفل وكان الحضور على موعد مع فيلم تسجيلي يؤرخ لمسيرة الخضر ويسلط الضوء على تعاوناته مع كبار النجوم وأهم المحطات في حياته متطرقاً إلى مرحلة عمله في السلك العسكري ثم احترافه التلحين وقد حرص المشرف العام على الفيلم المخرج محمد المسري على تطعيم الدقائق التوثيقية لمسيرة فنان بالكثير من الصور النادرة للخضر وبعض المقاطع من أشهر أغنياته مثل »رحلتي«, »سكة سفر« وغيرهما.
ويبدو ان عميد المعهد العالي للموسيقى في مصر د. عاطف إمام أبى أن تمر هذه الذكرى من دون أن يتحدث عن مسيرة رفيق الدرب الخضر فقال: »أشكر المجلس الوطني على بادرة إحياء ذكرى فنان قدير, تعاوناته مع الكثير من الفنانين العرب تشهد له, وقد التقيت الخضر في القاهرة عندما جاء لاستكمال الدراسات العليا عقب تخرجه في المعهد العالي للفنون الموسيقية من الكويت, فكان خير زميل, وإلى جانب إبداعه في التلحين كان الخضر عازفاً متميزاً لآلة القانون رغم صعوبتها وكذلك العود, وقليل من يعرفون انه كان يتمتع بصوت عذب, ويبقى ان الخضر رحل عنا جسداً ولكن ستظل أعماله راسخة شاهدة على مسيرة مبدع قدم الكثير.
في حين جاءت كلمات رفيق درب الراحل راشد الخضر, الشاعر عبداللطيف البناي قليلة ومؤثرة, فبحكم امتهانه للكتابة التي ترك فيها بصمة مميزة جاءت كلماته على هيئة أبيات اختزل فيها رحلته مع الخضر وعبر من خلالها عما يجيش به صدره.
وعاودت المذيعة العبدالله الظهور لتعلن عن بدء الحفل الموسيقي بقيادة المايسترو أحمد حمدان وبمشاركة الفنانين سحر, سليمان الملا, محمد البلوشي ومتعب الفرج.
وعزفت الفرقة الموسيقية مقطوعة من تأليف المايسترو حمدان بعنوان »لحظة وفاء« ليستهلوا بها أمسية الوفاء التي شهدت تقديم 8 أغنيات من ألحان الراحل راشد الخضر.
كانت الإطلالة الأولى للفنانة الكفيفة سحر التي حباها المولى سبحانه وتعالى بصوت عذب ضربت من خلاله المثل تحدى الإعاقة حينما قدمت أغنية »تبرى حبيبي« كلمات عبداللطيف البناي وتوزيع حمادة النادي وحظيت سحر بمؤازرة جماهيرية كبيرة لأداءها المتزن الذي يعكس مدى تمكنها وتماسكها وثقتها في نفسها.
أما الفنان سليمان الملا فكان ثاني المشاركين في الحفل فقال عقب اعتلاء المسرح: »أعبر عن شعوري بتقديم أغنيتين من ألحان الراحل راشد الخضر«, فقدم الملا أغنية »حبيبي يزعل« من كلمات عبداللطيف البناي وتوزيع حمادة النادي و»الوجه الصبوحي« من كلمات يوسف ناصر وتوزيع حمادة النادي وبدا واضحاً خلال الدقائق التي أمضاها الملا على المسرح انسجامه مع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو حمدان ما انعكس على الجمهور الذي تفاعل مع الأغنيات.
وجاءت إطلالة الفنان محمد البلوشي مختلفة ليشدوا بأغنيتين هما »يا سيدي حاضر« من كلمات عبداللطيف البناي وتوزيع حمادة النادي, فيؤازره الجمهور بصيحات الإعجاب وترديد مقاطع من الأغنية فما كان من البلوشي إلا أن أشجى الحضور بمشاركته الثانية »عائد« من كلمات عبداللطيف البناي وتوزيع طارق عاكف, واللافت ان غالبية الأغنيات من كلمات البناي الذي شكل مع الراحل راشد الخضر ثنائياً متميزاً.
مسك ختام الحفل ومفاجأة المجلس الوطني في ذكرى الفنان راشد الخضر كان شاباً في مقتبل العمر قد لا يتجاوز عمره ال¯ 15 عاماً غير انه يملك خامة صوت تبشر بمطرب واعد سيكون له مستقبل في الساحة الفنية الخليجية والعربية هو متعب الفرج الذي جاءت إطلالته صادمة, إذا اعتقدنا ان تواجده من باب التشجيع والدعم لموهبته غير انه أحدث انقلاباً تمكنه وانسجامه وإحساسه بالكلمات التي يشدو بها فقدم الفرج »حاسب الوقت«, و»سكة سفر« من كلمات عبداللطيف البناي وتوزيع شعبان أبوالسعد, فحظي بنصيب الأسد من المؤازرة الجماهيرية, خصوصاً ان المايسترو حمدان نحى الموسيقى جانباً وأتاح الفرصة للفرج ليغني منفرداً ليكشف عن سلامة مخرج الحروف وتمكنه من أدواته, واختتم الفنان الشاب فقرته بأغنية »رحلتي« التي أيضاً كتبها عبداللطيف البناي وتغنى بها الفنان عبدالله الرويشد في منتصف الثمانينات من القرن المنصرم.
وجاء موعد تكريم الراحل راشد الخضر حيث اعتلى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي المسرح برفقة مدير المهرجان فيصل الدرويش لإهداء درع تذكارية لنجل الفنان الراحل, ثم كرم الرفاعي والدرويش المشاركين في الحفل المايسترو أحمد الحمدان والفنانين سماح, سليمان الملا, محمد البلوشي, متعب الفرج بالإضافة إلى الدكتور عاطف إمام والشاعر القدير عبداللطيف البناي.

عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 22/06/2010

شكرا على استجابة مشرفين الموقع بتغيير الوان الكتابة لوضوح الرؤية عند القارئ في الصفحات

» حفل افتتاح مهرجان الموسيقي بالكويت
» د. عاطف امام: ستبقى الموسيقى العربية محافظة على اصولها
» قسم جديد لصناعة الآلات الموسيقية